فصل: حرف الحاء المهملة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


 حرف الحاء المهملة

1089 - حبب إلي من دنياكم ثلاث‏:‏ النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة‏.‏

هكذا اشتهر على الألسنة، وترجم به النجم، لكن ذكره في المقاصد وكثيرون بدون ‏"‏من دنياكم ثلاث‏"‏ وقال رواه الطبراني في الأوسط والصغير عن أنس رفعه، وكذا الخطيب في تاريخ بغداد مقتصرا على جملة جعلت إلخ،

قال ورواه النسائي عن أنس بلفظ الترجمة، والحاكم بدون جعلت وقال صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن عدي عن أنس بلفظ حبب إلي من الدنيا‏:‏ النساء، والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة،

وأخرجه أيضا وأبو يعلى في مسنديهما وأبو عوانة في مستخرجه، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في سننه وآخرون قال كما بينت ذلك موضحا في جزء أفردته لهذا الحديث انتهى ملخصا،

ثم قال ورواه الديلمي بلفظ حبب إلي كل شيء وحببت إلي النساء إلخ، وذكر ابن القيم أن أحمد رواه في الزهد بزيادة وهي‏:‏ أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن‏.‏ قال وأما ما اشتهر من زيادة ‏"‏ثلاث‏"‏ فلم أقف عليها إلا في موضعين من الإحياء، وفي تفسير آل عمران من الكشاف، وما رأيتها في شيء من طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش، قال وبذلك صرح الزركشي، بل قال‏:‏ زيادتها محيلة للمعنى فإن الصلاة ليست من الدنيا، وقد تكلم الإمام أبو بكر بن فورك على معناه في جزء مفرد ووجهها فيه، وهذا يسمى عندهم طيا، وهو أن يذكر جمع، ثم يؤتى ببعضهم ويسكت عن الباقي لغرض كالتكثير فتأمل، وأنشد الزمخشري عليه‏:‏

كانت حنيفة أثلاثا‏:‏ فثلثهم * من العبيد، وثلث من مواليها

وقيل الثالثة ‏"‏وجعلت قرة عيني في الصلاة‏"‏، فلا حذف‏.‏

وقال في المواهب‏:‏ وقع في الإحياء والكشاف وكثير من كتب الفقهاء ‏"‏حبب إلي من دنياكم ثلاث‏:‏ النساء، والطيب، وجعلت في قرة عيني في الصلاة‏"‏، وقال ابن القيم وغيره‏:‏ من رواه ‏"‏حبب إلي من دنياكم ثلاث‏"‏ فقد وهم، ولم يقل عليه السلام ثلاث إذ الصلاة ليست من أمور الدنيا التي تضاف إليها بل هي عبادة محضة، نعم يصح أن تضاف إليها لكونها ظرفا لوقوعها فيها‏.‏

وكذا قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي تبعا لأصله، والولي ابن العراقي في أماليه إن لفظ ‏"‏ثلاث‏"‏ لم يقع في شيء من طرقه، بل هي مفسدة للمعنى انتهى ملخصا‏.‏

وأقول‏:‏ في قولهم ‏"‏بل هي مفسدة للمعنى‏"‏ كقول الزركشي ‏"‏زيادة ثلاث محيلة للمعنى‏"‏ إلخ نظر وإن أقروه، بل المحيل زيادة ‏"‏من دنياكم ثلاث‏"‏ لا لفظ ‏"‏ثلاث‏"‏ فقط، فتأمل‏.‏

وقال الجلال السيوطي في تخريج أحاديث الشفا‏:‏ أخرجه النسائي والحاكم عن أنس بدون ‏"‏ثلاث‏"‏، لكن عند أحمد عن عائشة‏:‏ كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ثلاثة أشياء‏:‏ النساء والطيب والطعام، فأصاب اثنتين ولم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب، ولم يصب الطعام‏.‏ إسناده صحيح إلا أن فيه رجلا لم يسم، انتهى‏.‏

وأقول‏:‏ يؤخذ منه أن الثالثة هي الطعام، على فرض ثبوت ‏"‏ثلاث‏"‏ فتأمل‏.‏

وقال القاري‏:‏ وأما صحته من جهة المعنى فلوقوع ‏[‏في نسختنا‏:‏ ‏"‏فلوقوعه قرة عينه‏"‏، ولا يستقيم بها المعنى‏.‏ دار الحديث‏]‏ قرة عينه في الدنيا جعل كأنه منها، ويؤيد ما جاء في رواية ‏"‏الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة‏"‏، انتهى‏.‏

وروى الديلمي عن أنس مرفوعا‏:‏ الجائع يشبع، والظمآن يروى، وأنا لا أشبع من حب الصلاة والنساء‏.‏ والمراد بالصلاة العبادة المخصوصة فرضا كانت أو نفلا، وتردد القاري فقال وهل المراد بالصلاة العبادة الموضوعة لسائر الأنام، أو الصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام‏؟‏ يعني أنه حبب إليه صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه من أمته‏.‏

تنبيه‏:‏ قال في المواهب وههنا لطيفة، وروى أنه عليه الصلاة والسلام لما قال ‏"‏حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة‏"‏، قال أبو بكر‏:‏ وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا النظر إلى وجهك، وجمع المال للإنفاق عليك، والتوسل بقرابتك إليك‏.‏ وقال عمر‏:‏ وأنا يا رسول الله، حبب إلي من الدنيا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بأمر الله‏.‏ وقال عثمان‏:‏ وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ إشباع الجائع، وإرواء الظمآن، وكسوة العاري‏.‏ وقال علي رضي الله عنه‏:‏ وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا الصوم في الصيف، وإقراء الضيف، والضرب بين يديك بالسيف‏.‏ وقال الطبري خرجه الجندي والعهدة عليه انتهى‏.‏

ونقل الشبراملسي في حاشيته على المواهب عن الذريعة لابن العماد أنه قال فيها‏:‏ وعن الشيخ أبي محمد النيسابوري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، قال‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ القعود بين يديك، والصلاة عليك، وإنفاق مالي لديك‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة حدود الله‏.‏ فقال عثمان رضي الله عنه‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام‏.‏ فقال علي رضي الله عنه‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ الضرب بالسيف، والصوم بالصيف، وقرى الضيف‏.‏ فنزل جبريل عليه السلام وقال‏:‏ أنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ النزول على النبيين، وتبليغ الرسالة للمرسلين، والحمد لله رب العالمين - أي الثناء عليه - ‏.‏ ثم عرج ثم رجع فقال، يقول تعالى‏:‏ وهو حبب إليه من عباده ثلاث‏:‏ لسان ذاكر، وقلب شاكر، وجسم على بلائه صابر، وفي بعضها مخالفة لما في المواهب‏.‏ انتهى‏.‏

وفي المجالس للخافجي بعض مخالفة وزيادة، وعبارته‏:‏ قيل إنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذا الحديث قال أبو بكر‏:‏ وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث النظر إليك وإنفاق مالي عليك والجهاد بين يديك‏.‏ وقال عمر‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة حدود الله‏.‏ وقال عثمان وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام‏.‏ وقال علي بن أبي طالب‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ إكرام الضيف، والصوم بالصيف، والضرب بالسيف، فنزل جبريل عليه السلام وقال‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ إغاثة المضطرين، وإرشاد المضلين، والمؤانسة بكلام رب العالمين‏.‏ ونزل ميكائيل فقال‏:‏ وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث‏:‏ شاب تائب، وقلب خاشع، وعين باكية انتهت‏.‏

وفي كلام بعضهم أن أبا حنيفة لما وقف على ذلك قال‏:‏ وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث‏:‏ ترك الترفع والتعالي، وقلب من حبين خالي، والتهجد بالعلم في طول الليالي‏.‏ وأن مالكا لما وقف عليه أيضا قال‏:‏ وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث‏:‏ مجاورة تربة سيد المرسلين، وإحياء علوم الدين، والاقتداء بالخلفاء الراشدين‏.‏ وأن الشافعي رضي الله عنه لما وقف عليه أيضا قال‏:‏ وأنا حبب غلي من دنياكم ثلاث‏:‏ ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف‏.‏ وأن أحمد لما وقف عليه‏:‏ قال وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث عطاء من غير منة، ونفس مطمئنة، والاتباع للسنة‏.‏

1090 - حاسبوهم فإنهم لا ذمة لهم‏.‏

هو بمعنى حديث‏:‏ حاكوا الباعة الآتي‏.‏

1091 - الحاجة على قدر الرسول‏.‏

قال النجم ليس بحديث، لكن معناه مستعمل عند الناس كما قيل‏:‏

إذا كنت في حاجة مرسلا * فأرسل حكيما ولا توصه‏.‏

1092 - حارم وارثه من أهل النار‏.‏

بمعنى المشهور على الألسنة من حرم وارثا إرثه حرمه الله الجنة، وهو بمعنى ما سيأتي مما لم يصح أيضا وهو من زوى ميراثا عن وارثه زوى الله عنه ميراثه من الجنة‏.‏

1093 - حاكوا الباعة فإنهم لا ذمة لهم‏.‏

قال الحافظ ابن حجر ورد بسند ضعيف لكن بلفظ ماكِسوا الباعة، فإنه لا خلاق لهم،

قال وورد بسند قوي عن الثوري أنه قال كان يقال، وذكره،

وقال في الدرر رأيت عن ابن حجر أن له أصلا، وقال في المقاصد وهو عندنا في مشيخة أبي محمد الحسن بن علي الجوهري عن يزيد بن أبي الزرقاء أنه قال كنت مع سفيان الثوري فمر به دَجّاج يبيع الدجاج، فقال له سفيان بكم هذه الدجاجة ‏؟‏ فقال له الرجل شراؤها درهم ودانق، فقال له سفيان تبيعها بخمسة دوانق‏؟‏ فقيل له يا أبا عبد الله يخبرك شراؤها درهم ودانق فتقول له تبيعها بخمسة دوانق، فقال سفيان كان يقال ماكِسوا الباعة فإنه لا خلاق لهم،

وترجم الحافظ في كتابه المطالب العالية بمماكسة الباعة، ثم أورد عن أبي الشعثاء أنه كان لا يماكس في ثلاثة‏:‏ في الكراء إلى مكة، وفي الرقبة، وفي الأضحية،

وفي الفردوس بلا سند عن أنس رفعه أتاني جبريل فقال يا محمد ماكس عن درهمك، فإن المغبون لا مأجور ولا محمود،

وروى أبو يعلى في مسنده عن الحسين بن علي رفعه قال المغبون لا محمود ولا مأجور،

وفي المجالسة للدينوري عن محمد بن سلام الجمحي قال رؤي عبد الله بن جعفر يماكس في درهم، فقيل له تماكس في درهم وأنت تجود من المال بكذا وكذا‏؟‏ فقال ذاك مال جدت به، وهذا عقلي بخلت به‏.‏

وفي معجم البغوي عن أبي هاشم القناد قال كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي، فكان يماكسني فيه، فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، فقلت يا ابن رسول الله أجيئك بالمتاع من البصرة فتماكسني، فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته‏؟‏ فقال إن أبي حدثني يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏المغبون‏.‏ ‏"‏ وذكره‏.‏ قال البغوي وهذا وهم من رواية كامل عن أبي هاشم، فقد رواه غيره عنه قال‏:‏ كنت أحمل المتاع إلى علي بن الحسين‏.‏

ورواه الطبراني في الكبير عن الحسن رفعه، وأبو هاشم قال الذهبي لا يعرف، وخبره منكر لا سيما وقد اضطرب فيه، وللطبراني في الكبير بسند ضعيف جدا عن أبي أمامة‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول غبن المسترسل حرام‏.‏

ورواه أحمد بلفظ‏:‏ ما زاد التاجر على المسترسل فهو ربا‏.‏ وحاكّوا بتشديد الكاف،

ورواه في اللآلئ ‏"‏حاكِكوا‏"‏ بفك الإدغام، وقال لا أصل له، وفي الباب عن علي وأنس‏.‏

1094 - الحكم ملح الأرض‏.‏

ليس بحديث، لكن معناه صحيح، قال الله تعالى ‏{‏ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض‏}‏ ‏.‏

1095 - حبك الشيء يعمي ويصم‏.‏

قال في المقاصد‏:‏ رواه أبو داود والعسكري عن أبي الدرداء مرفوعا وموقوفا والوقف أشبه، وفي سنده ابن أبي مريم ضعيف،

ورواه أحمد عن ابن أبي مريم فوقفه، والرفع أكثر ولم يصب الصغاني حيث حكم عليه بالوضع، وكذا قال العراقي أن ابن أبي مريم لم يتهمه أحد بكذب، إنما سرق له حلي فأنكر عقله، وقال الحافظ ابن حجر تبعا للعراقي ويكفينا سكوت أبي داود عليه فليس بموضوع ولا شديد الضعف، فهو حسن انتهى،

وقال القاري بعد أن ذكر ما تقدم فالحديث إما صحيح لذاته أو لغيره مرتق عن درجة الحسن لذاته إلى صحة معناه، وإن لم يثبت مبناه انتهى،

وفي الباب ما لم يثبت عن معاوية قال العسكري إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن من الحب ما يعميك عن طريق الرشد ويصمك عن استماع الحق، وإن كان الرجل إذا غلب الحب على قلبه ولم يكن له رادع من عقل أو دين أصمه حبه عن العذل وأعماه عن الرشد، ولذا قال بعضهم رحمه الله تعالى‏:‏

وعين أخي الرضا عن ذاك تعمى

وقال آخر‏:‏

وعين الرضا عن كل عيب كليلة * ولكن عين السخط تبدي المساويا

وقال ثعلب معناه أن العين تعمى عن النظر إلى مساويه، وتصم الأذن عن استماع العذل فيه، وأنشأ يقول‏:‏

وكذبت طرفي فيك والطرف صادق * وأسمعت أذني فيك ما ليس تسمع

وقيل معناه يعمى ويصم عن الآخرة، والغرض النهي عن حب ما لا ينبغي، وعن الإغراق في حبه، ومثل هذا الحديث ما ذكره في الجامع الصغير ‏(‏في الأصل ما رواه الديلمي مكان ما ذكره في الجامع الصغير الموجودة في النسخة الشامية وهي الموافقة لما في الجامع الصغير‏)‏ عن ابن عباس ‏"‏حب الثناء من الناس يعمي ويصم‏"‏، وسنده ضعيف كما في المناوي انتهى‏.‏

1096 - الحبيب لا يعذب حبيبه‏.‏

قال القاري نقلا عن السخاوي ما علمته في المرفوع، وقوله تعالى ‏{‏وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم‏}‏ يشير إلى صحة معناه وإن لم يثبت مبناه، وقال النجم قلت وعند أحمد عن أنس مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني، فسعت فأخذته، فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ولدها في النار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا والله ولا يلقي حبيب حبيبه في النار، وله في الزهد عن الحسن مرسلا والله لا يعذب الله حبيبه، ولكن قد يبتليه في الدنيا‏.‏

1097 - حبذا المتخللون من أمتي‏.‏

قال الصغاني وضعه ظاهر وفسره بتخليل الأصابع واللحية في الوضوء، واعترضه القاري بأن وضعه غير ظاهر لثبوت الأحاديث في تخليل اللحية والأصابع حتى عدا من السنة المؤكدة انتهى، وأقول ويحتمل أن يراد ما يشمل تخليل الأسنان من الطعام‏.‏

1098 - الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام‏.‏

رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، ورواه عن عائشة أيضا أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن هذه الحبة بزيادة إن هذه وبلفظ إلا من السام قلت وما السام قال الموت،

ورواه أبو نعيم بلفظ الشونيز دواء من كل داء إلا الموت وهو بمعنى الحبة السوداء،

ورواه البخاري من حديث خالد بن سعد بلفظ خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق، فقال لنا عليكم بهذه الحبة السوداء، فخذوا منها خمسا أو سبعا، فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن هذه الحبة - الحديث‏.‏

1099 - حب الدنيا رأس كل خطيئة‏.‏

رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا، وذكره الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا سند عن علي رفعه، وقال ابن الغرس الحديث ضعيف،

ورواه البيهقي أيضا في الزهد وأبو نعيم من قول عيسى بن مريم، وفي رواية لولد أحمد بلفظ رأس الخطيئة حب الدنيا والنساء حبالة الشيطان، والخمر مفتاح كل شر،

ولأحمد في الزهد عن سفيان، قال كان عيسى بن مريم يقول حب الدنيا أصل كل خطيئة، والمال فيه داء كثير قالوا وما داؤه‏؟‏ قال لا يسلم صاحبه من الفخر والخيلاء، قالوا فإن سلم‏؟‏ قال شغله إصلاحه عن ذكر الله تعالى،

وعند ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان له أنه من قول مالك بن دينار، وعند ابن يونس في تاريخ مصر له من قول سعيد بن مسعود،

وجزم ابن تيمية بأنه من قول جندب البجلي، قال في المقاصد وبالأول يرد عليه وعلى غيره ممن صرح بالحكم عليه بالوضع أي كالصغاني لقول ابن المديني مرسلات الحسن إذا رواها عنه

الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها،

وقال أبو زرعة كل شيء يقول الحسن فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلا ثابتا، ما خلا أربعة أحاديث، وليته ذكرها،

وقال في الدرر قد عد الحديث في الموضوعات، وتعقبه شيخ الإسلام ابن حجر بأنه أثنى على مراسيل الحسن انتهى‏,‏

لكن في اللآلئ للحافظ المذكور مراسيل الحسن عندهم تشبه الريح انتهى،

وقال الدارقطني في مراسيله ضعف، وللديلمي عن أبي هريرة رفعه أعظم الآفات تصيب أمتي حبهم الدنيا وجمعهم الدنانير والدراهم، لا خير في كثير ممن جمعها إلا من سلطه الله على هلكتها في الحق،

وفي تاريخ ابن عساكر عن سعيد بن مسعود الصدفي التابعي بلفظ حب الدنيا رأس الخطايا‏.‏

1100 - حب العرب إيمان‏.‏

تقدم في أحبوا العرب‏.‏

1101 - حب المؤمن من الإيمان‏.‏

قال الصغاني موضوع‏.‏

1102 - حب الوطن من الإيمان‏.‏

قال الصغاني موضوع، وقال في المقاصد لم أقف عليه، ومعناه صحيح، ورد القاري قوله ومعناه صحيح بأنه عجيب، قال إذ لا تلازم بين حب الوطن وبين الإيمان، قال ورد أيضا بقوله تعالى ‏{‏ولو أنا كتبنا عليهم - الآية‏}‏ فإنها دلت على حبهم وطنهم، مع عدم تلبسهم بالإيمان، إذ ضمير عليهم للمنافقين، لكن انتصر له بعضهم بأنه ليس في كلامه أنه لا يحب الوطن إلا مؤمن، وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الإيمان انتهى،

كذا نقله القاري ثم عقـّبه بقوله ولا يخفى أن معنى الحديث حب الوطن من علامة الإيمان وهي لا تكون إلا إذا كان الحب مختصا بالمؤمن، فإذا وجد فيه وفي غيره لا يصلح أن يكون علامة، قوله ومعناه صحيح نظرا إلى قوله تعالى حكاية عن المؤمنين ‏{‏وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا‏}‏ فصحت معارضته بقوله تعالى ‏{‏ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا - الآية‏}‏ الأظهر في معنى الحديث إن صح مبناه أن يحمل على أن المراد بالوطن الجنة فإنها المسكن الأول لأبينا آدم على خلاف فيه أنه خلق فيها أو أدخل بعدما تكمل وأتم، أو المراد به مكة فإنها أم القرى وقبلة العالم، أو الرجوع إلى الله تعالى على طريقة الصوفية فإنه المبدأ والمعاد كما يشير إليه قوله تعالى ‏{‏وأن إلى ربك المنتهى‏}‏ أو المراد به الوطن المتعارف ولكن بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه، أو إحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وأيتامه، ثم التحقيق أنه لا يلزم من كون الشيء علامة له اختصاصه به مطلقا، بل يكفي غالبا ألا ترى إلى حديث حسن العهد من الإيمان وحب العرب من الإيمان مع أنهما يوجدان في أهل الكفران انتهى ‏[‏وورد كذلك ‏"‏البذاذة من الإيمان‏"‏، رواه أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي أمامة الحارثي، صححه السيوطي، و ‏"‏الغيرة من الإيمان‏"‏، رواه البزار والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد، حسنه السيوطي، و ‏"‏الحياء من الإيمان‏"‏، قال هنا في كشف الخفاء‏:‏ متفق عليه عن ابن عمر ورواه مسلم عن أبي هريرة‏.‏ وغيرها من الأحاديث في الغيرة والبذاذة‏.‏ دار الحديث‏]‏،

ومما يدل لكون المراد به مكة ما روى ابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد‏}‏ قال إلى مكة انتهى،

وللخطابي في غريب الحديث عن الزهري قال قدم أصيل - بالتصغير - الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب، فقالت له عائشة كيف تركت مكة‏؟‏ قال اخضرت جنباتها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق إذخرها، وانتشر سلمها - الحديث، وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك يا أصيل لا تحزني، وفي رواية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ويهاً يا أصيل‏!‏ تدع القلوب تقر‏.‏

1103 - حب الوطن قتال‏.‏

قال النجم ليس بحديث، وفي معناه ما رواه الدينوري في المجالسة عن الأصمعي قال قالت الهند ثلاث خصال في ثلاث أصناف من الحيوان‏:‏ الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بعيدا، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبا، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر له نفعا، وفيها أيضا عن الأصمعي سمعت إعرابيا يقول إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه‏.‏

1104 - حب الهرة من الإيمان‏.‏

قال القاري موضوع كما قاله الصغاني وغيره، قال وقد بسطت عليه الكلام في رسالة مستقلة لتحقيق المرام في تقريره من خصال أهل الإيمان وهو لا ينافي أنه من خصال بعض أهل الكفران كسائر مكارم الإحسان، ولا يعد من علامة الإيمان كما توهم السعد والسيد وأغرب الثاني حيث جعل إضافته من باب إضافة المصدر إلى مفعوله انتهى، وأقول لا غرابة فيه فهو كقوله تعالى ‏{‏لا يسأم الإنسان من دعاء الخير‏}‏ ‏.‏

1105 - الحجامة تكره في أول النهار، ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال‏.‏

رواه عبد الملك بن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم الحضرمي معضلا،

وقال الزركشي وتبعه في الدرر لم أقف عليه، وقال السيد معين الدين الصفدي ليس بثابت، وقيل أنه من كلام بعض السلف،

وقال النجم ويعارضه ما رواه ابن السني والطبراني عن ابن عمر الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة،

وما روى الديلمي عن أنس الحجامة على الريق دواء، وعلى الشبع داء، تنبيه‏:‏ قال بعضهم نقصان الهلال هنا بأن ينتصف الشهر، قال العلقمي لأن الدم هاج في أول الشهر وفي آخره قد سكن‏.‏

1106 - الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان، فتجنبوا ذلك‏.‏

قال في المقاصد‏:‏ رواه الديلمي عن أنس مرفوعا، وفي سنده عمر بن واصل اتهمه الخطيب بالوضع لا سيما وهي حكاية وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في يافوخه من وجع كان به، ويروى أنه كان يحتجم على هامته، أي على رأسه وبين كتفيه، لكن قال أبو داود قال عمر احتجمت فذهب عقلي، حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته، وللطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمر رفعه الحجامة في الرأس شفاء من الجنون والجذام والبرص والنعاس والضرس، وللحاكم بسند ضعيف عن ابن عمر مرفوعا الحجامة على الريق أمثل وهي شفاء وبركة، وهي تزيد في العقل وتزيد في الحفظ - الحديث، وفيه احتجموا يوم الإثنين ويوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي صرف الله عن أيوب فيه البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، وأخرجه ابن ماجه بسند فيه مجهول عن نافع، وقد أفرد بعض الآخذين عن الحافظ ابن حجر أحاديث الحجامة في جزء انتهى،

ورواه كما في الجامع الصغير ابن ماجه والحاكم وابن السني وأبو نعيم عن ابن عمر بلفظ الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في الحفظ وفي العقل فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلي فيه أيوب وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء، وفي الحجامة أحاديث كثيرة فراجعها‏.‏

1107 - حجبت الجنة بالمكارة‏.‏

وفي لفظ حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكارة، وسيأتي في ‏"‏حفت الجنة‏"‏ وهو أشهر من حجبت‏.‏

1108 - الحجر الأسود من الجنة‏.‏

رواه النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا، وزاد الترمذي والحاكم وأنه يبعث يوم القيامة له عينان - الحديث، ولأحمد بن منيع عنه أيضا مرفوعا‏:‏ الحجر مروة من مرو الجنة، وأصله عند أحمد والترمذي وللديلمي عن عائشة مرفوعا‏:‏ الحجر الأسود من حجارة الجنة، وله شواهد كثيرة‏.‏

1109 - الحجر الأسود يمين الله في أرضه‏.‏

رواه الطبراني في معجمه وأبو عبيد القاسم بن سلام عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه، وذكر ابن أبي الفوارس في تاسع مخلصياته عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا أنه قال الحجر يمين الله عز وجل في الأرض فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح الحجر فقد بايع الله ورسوله،

وكذا أخرجه الأزرقي في تاريخه، وأخرجه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الركن يمين الله في الأرض يصافح بها عباده كما يصافح أحدكم أخاه، وفي لفظ أن هذا الركن الأسود يمين الله عز وجل في الأرض يصافح بها عباده مصافحة الرجل أخاه،

ورواه القضاعي أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه، لكنه صحيح بلفظ الركن يمين الله عز وجل يصافح بها خلقه والذي نفس ابن عباس بيده ما من مسلم يسأل الله عنده شيئا إلا أعطاه إياه ومثله مما لا مجال للرأي فيه، وله شواهد فالحديث حسن وإن كان ضعيفا بحسب أصله كما قال بعضهم منها ما رواه الديلمي عن أنس بلفظ الحجر يمين الله فمن مسحه بيمينه فقد بايع الله‏.‏

ومنها ما رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن جابر بلفظ الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده، ومعناه كما قال المحب الطبري أن كل ملك إذا قدم عليه قبلت يمينه، ولما كان الحاج والمعتمر يسن لهما تقبيله نزل منزلة يمين الملك على سبيل التمثيل ولله المثل الأعلى، ولذلك من صافحه كان له عند الله عهد كما أن الملك يعطي العهد بالمصافحة،

لطيفة‏:‏ نقل المناوي عن السيوطي أنه قال في الساجعة ورد في الأثر ما بعث الله قط ملكا ولا سحابا إلا طاف بالبيت أولا ثم مضى انتهى‏.‏

1110 - حجوا قبل أن لا تحجوا‏.‏

رواه عبد الرزاق وأبو نعيم والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بزيادة تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يدعون أحدا يدخلها،

ورواه البيهقي ‏(‏رواية البيهقي ساقطة من الأصل فاستدركناها من النسخة الشامية‏)‏ عن أبي هريرة باللفظ المذكور لكن بإبدال آخره بلفظ ‏"‏فلا يصل إلى الحج أحد‏"‏،

ورواه الدارقطني في سننه بلفظ حجوا قبل أن لا تحجوا قالوا وما شأن الحج يا رسول الله قال تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد، لكن في سنده عبد الله ومحمد مجهولان كما قال العقيلي،

وأورده الزمخشري في كشافه بلفظ حجوا قبل أن لا تحجوا قبل أن يمنع البر جائبه والبحر راكبه، وكذا أورد فيه حجوا قبل أن لا تحجوا فإنه قد هدم البيت مرتين ويرفع في الثالثة،

ورواه ابن أبي شيبة عن ابن عمر مرفوعا أنه قال تمتعوا من هذا البيت فإنه قد يهدم مرتين ويرفع في الثالثة، وفي الكشاف أيضا مما لم يقف عليه مخرجوه عن ابن مسعود مرفوعا حجوا هذا البيت قبل أن تنبت شجرة في البادية لا تأكل منها دابة إلا نفقت انتهى،

قال النجم عقبه قلت لما حججت سنة أربع عشرة وألف مررنا في أرض البلقاء فرعت دواب الناس من كلأ فمات في ذلك اليوم خيل كثيرة وبغال كثيرة من غير عي ولا تعب وفي البادية الآن شجرة الدفلى تقتل الدواب انتهى،

وأقول وقد وقع لنا أنا حين توجهنا لزيارة إبراهيم بن أدهم قدس سره سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف قد أكلت دابة رفيق لنا من شجر الدفلى فماتت على جبل قرب طرابلس بعد أن شربت من نهر هناك يقال له نهر البارد حين نزلنا للاستراحة،

وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد مرفوعا ليحجن البيت وليعمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج وفيه أيضا وقال عبد الرحمن عن شعبة يعني عن قتادة لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وأخرجه أبو يعلى وغيره قال البخاري والأول أكثر سمع قتادة عبد الله وهو سمع أبا سعيد،

وقال النجم رواه الحاكم وابن ماجه عن علي حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني أنظر إلى حبشي أصمع ‏(‏الأصمع‏:‏ الصغير الأذن من الناس وغيره، وفي رواية ‏"‏أصعل أصمع‏"‏ وأصعل أي صغير الرأس دقيق البدن نحيله، كما يفهم من النهاية‏)‏ أقرع بيده معول يهدمها حجرا حجرا‏.‏

1111 - حَجّرت واسعا وحظّرت واسعا‏.‏

رواه أحمد وأبو داود عن جندب بن عبد الله البجلي قال جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا، ولا تشرك في رحمتنا أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حظرت رحمة واسعة، إن الله خلق مائة رحمة فأنزل رحمة تتعاطف بها الخلق‏:‏ جِنُّها وإنسها وبهائمها، وعنده تسع وتسعون رحمة انتهى‏.‏

والمشهور في الحديث‏:‏ ‏"‏لقد حجرت واسعا‏"‏، وفي سببه‏:‏ ‏"‏اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا‏"‏‏.‏

1112 - الحجون ‏(‏الجبل المشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة وهو بفتح الحاء‏)‏ والبقيع يؤخذان بأطرافهما وينثران في الجنة، وهما مقبرتا مكة والمدينة‏.‏

ذكره في الكشاف وبيض له الزيلعي في تخريجه وتبعه الحافظ بن حجر وسكت عليه السخاوي، وقال القاري لا يعرف له أصل‏.‏

1113 - الحج جهاد كل ضعيف‏.‏

رواه أحمد وابن ماجه والقضاعي عن أم سلمة مرفوعا، ورجاله رجال الصحيح غير أن أبا جعفر منهم لا يعرف له سماع عن أم سلمة وأن أدرك ست سنين من حياتها، إذ مولده سنة ست وخمسين وموتها سنة اثنتين وستين على الراجح، وله شاهد عند القضاعي عن علي رفعه، وفيه وجهاد المرأة حسن التبعل، لكن فيه ابن لهيعة،

وعلق البخاري عن عمر شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين، قال في المقاصد وتساهل الصغاني فأدرجه في الموضوعات‏.‏

1114 - الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة‏.‏

رواه أحمد عن جابر والطبراني عن ابن عباس، وعند مالك والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة‏.‏

1115 - الحج عرفة‏.‏

رواه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد، وقال الترمذي والعمل عليه عند أهل العلم من الصحابة وغيرهم،

وكذا رواه الدارقطني والبيهقي كلهم عن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفات وأتاه ناس من أهل نجد، فقالوا يا رسول الله كيف الحج‏؟‏ فقال الحج عرفة، من جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه، هذا لفظ أحمد،

وفي رواية لأبي داود من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، وألفاظ الباقين نحوه، وفي رواية للدارقطني والبيهقي تكرير الحج عرفة مرتين‏.‏

1116 - الحج وفد الله‏.‏

اشتهر على الألسنة، وفي معناه ما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ الحاج والغازي وفد الله عز وجل إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم،

وفي البيهقي عن أنس رضي الله عنه بلفظ الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوه، ويستجيب لهم ما دعوا، ويخلف عليهم ما أنفقوا‏:‏ الدرهم ألف ألف‏.‏

1117 - حدث عن البحر ولا حرج‏.‏

قال النجم مثل وليس بحديث‏.‏

1118 - حدثوا الناس بما يعرفون، تريدون أن يكذب الله ورسوله‏؟‏

رواه البخاري عن علي موقوفا، ورفعه الديلمي، وتقدم بأبسط في‏:‏ أمرنا أن نكلم الناس، وقال ابن الغرس وخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن علي مرفوعا، قال وإسناده واه، بل قيل موضوع